المفهوم المادي للكون من وجهة نظر المادية الحديثة

المادية الديالكتيكية بالصيغة التي وضعها ماركس وانجلس تتبنى وجهة نظر المادية الكلاسيكية في ما يتعلق بالمفهوم المادي للكون ، حيث تعتقد المادية الديالكتيكية الكلاسيكية بأن العالم مملوء بأشياء مادية فقط ولا يوجد في الكون ما هو غير مادي بالمرة ……… إن وجهة النظر هذه قد فندتها نتائج العلوم الطبيعية وعلى الاخص وجهة نظر علم الفيزياء نفسها والتي اثبتت بأن الكون مليء بأشياء كثيرة غير مادية فعلى سبيل المثال الطاقة ليست مادة فهي لا ينطبق عليها تعريف المادة – كل ما له كتلة وحجم – فالموجات فوق الصوتية وجميع اشكال الطاقة الاخرى ليست مادية فجميعها بلا حجم او كتلة ن قوة الجاذبية بلا كتلة وبلا حجم ايضا وبالتالي ليست مادية وغيرها كثير

ان المفهوم المادي للكون وفق النظرية المادية الحديثة يرى إن الكون ليس مليء بأشياء مادية فقط وانما مليء بخليط من الاشياء المادية وغير المادية ويعتبر ان الكون هو مجموعة من العمليات (اكثر من كونه مجموعة من الأشياء) يرتبط بعظها بالبعظ الآخر ارتباطا ديالكتيكيا. إن المفهوم المادي للكون وفقا للنظرية المادية الحديثة يتمثل في تقديم المادة على الفكر من حيث الأسبقية في الظهور إلا إنه لا يقر الاسبقية المطلقة للمادة في الظهور كما تدعي المادية الكلاسيكية حيث انه يعترف بأن الطاقة كانت موجودة قبل ظهور المادة ؛ والطاقة ليست مادة ولا جدال في ذلك ؛ فقبل حصول الانفجار الاعظم كان الكون يتكون من طاقة فقط ولم تكن المادة او غيرعا قد ظهر بعد للوجود وعندما حدث الانفجار الاعظم للطاقة بفعل السلوك الحر للكم ظهرت المادة من خلال إنظغاط الطاقة –  فالفيزياء النسبية الحديثة تعرف المادة بأنها طاقة مظغوطة – فعندما تقول المادية الحديثة بأسبقية المادة في الظهور فأنها تعني بذلك اسبقية المادة في الظهور نسبة الى الوعي اي ان المادة ظهرت للوجود قبل ظهور الوعي ولا تعني مطلقا ان المادة هي اول شيء من حيث الوجود ، لكننا رغم ذلك نجد ان الاحزاب الشيوعية التي تسمي نظريتها بالعلمية تتمسك بوجهة النظر القديمة وتصر على عدم وجود اشياء غير مادية وعلى الاسبقية المطلقة للمادة في الظهور وعلى عدم وجود ما هو غيرمادي وعدم وجود سيء آخر غير المادة يتقدمها في الظهور فلما هذا الجمود العقائدي والعقلية الميتافزيكية المتحجرة؟؟ تجدر الاشارة هنا انه على الرغم من نفي المادية الديالكتيكية لوجود ما هو غير مادي الا ان لينين نفسه يعود ليناقض ذلك باعتباره ان الوعي شيء غير مادي!! الوعي شيء غير مادي هذا صحيح جدا كما اثبت ذلك العلم الحديث ، ولي في ذلك مقالة مطولة ومستفيظة ان اسعفتني الظروف لكتابتها ، واعتبار لينين للوعي بانه شيء غير مادي هو دليل على عظمة عقليته فهو الفيلسوف والمنظر المادي الوحيد الذي نادى بلا مادية الوعي وكان في ذلك سباقا على علماء النفس والفسلجة العصبية والبراسايكولوجي. ان اعتبار لينين للوعي بانه شيء غير مادي يتناقض مع اعتبار ان الكون مليء باشياء مادية فقط وهذا واحد من جملة من التناقضات في المقولات النظرية للفكر الشيوعي والتي من اوضحها التناقض بين قانون نفي النفي والمفهوم المادي ككل والذي تنبه له ستالين مما دفعه الى الغاء قانون نفي النفي والاستعاضة عنه بقانون الحركة والتطور نحو الامام في الطبيعة والمجتمع ولي في ذلك مقالة